حِرفة متقتة
هو معرض تكريمي لروت دايان في المرج الذي أحبّته.

روت ستُذكر دائما للأبد كشخص "نسج السلام والجمال والرحمة"، كما هو منقوش على قبرها في "جفعات شمرون"، التي تطل على نهلال.

أُقيم المعرض تكريمًا لروت، ويتضمن بُعدًا تذكاريًا، لكنه يعكس أيضًا شخصيتها الفريدة كامرأة ذات رؤية، مُحدِّدة طريق، مجبورة لهدفها،تربط علاقات، ومصدر إلهام للمبدعين.

ركزت نشاطها الرئيسي على تطوير مجال التصميم والفن الإسرائيلي، استنادًا إلى حِرف متقنة تقليدية.

في سنواتها الاولى لقيام دولة إسرائيل، كانت روت، وهي مزارعة من نهلال ، أرشدت القادمين الجدد في مستوطناتهم في ممر القدس. قامت بتدريب مُرشِدات، وبرؤيتها الحادة لاحظت بوجود حِرف متقنة في القرى،مهارات القادمين الجدد لديانات مختلفة في مجال الحِرف اليدوية، وابداعاتهم المتنوعة والمبدعة، التي احضروها من بلادهم الاصلية.
قررت روت تحويل هذه المعرفة والمهارات إلى مصدر رزق، وأيضًا للحفاظ على التراث الثقافي.
في الواقع، أصبحت روت دايان رائدة في مجال الحفاظ على الحِرَف اليدوية التقليدية، إذ عرفت كيف تضفي عليها طابعًا محليًا، وأصبحت سبّاقة في دمج الحِرَف (الكرافت) مع الفن والتصميم الإسرائيلي.

في جوهر عملها، كانت هناك إهتمام لمصدر رزق ناس كثيرين، من جهة، الحفاظ على قيم المعرفة ،الروح، الثقافة، الفنون والحِرَف لمن تجمعوا هنا من أربعة جهات بالعالم(جميع أنحاء العلم) ، ومن جهة أخرى، يجب ربط القديم والتقليدي بالمواد المحلية، بهدف إنشاء تصميم إسرائيلي جديد يعكس هويتنا في هذا الزمان والمكان.

لكي تُحقّق رؤيتها، سافرت روت عبر البلاد، زارت المدن والقرى والمستوطنات ومعسكرات المهاجرين ومراكز الاستيعاب، والتقت بأشخاص من طوائف وأديان وشعوب مختلفة.

اكتشفت الحرفيين المهرة في مجالاتهم، ووفرت لهم مواد محلية، وأتاحت لهم العمل في تخصصاتهم، بالتعاون مع مصممين وفنانين إسرائيليين مشهورين. معًا، خلقوا تصميمًا وأزياء جديدة.

بمبادرتها، تم دمج الحِرَف اليدوية، مثل النسيج والتطريز، في التصاميم التي تناسب الاتجاه الجديد في تنوع الموضة في بلادنا ، مما أدى إلى خلق أزياء مختلفة .

بفضل تميزها وأصليتها ، تجاوزت هذه الموضة حدود الدولة وظهرت في مجلات الموضة العالمية.

كانت روت معروفة للجمهور بشكل أساسي كسيّدة أزياء، لكن هذه النظرة تقلل من اتساع نطاق إنجازاتها. من خلال أعمالها، أكّدت مجددًا أنه يمكن استغلال الجمال الجمالي في الحِرَف المتقنة الخاصة بالطوائف الاسرائيلية والفنانين المحليين والقوميات المجاورة كوسيلة للرزق والاستدامة، وبذلك أنشأت جسورًا للتعاون.

"حِرفة متقنة " كان أيضًا اسم الجمعية التي أسستها روت لتعزيز المصممين والفنانين في إسرائيل.

التراث الذي تركته روت في وعينا هو أن الحِرَف المتقنة التقليدية تشكل الأساس لكل تطور فني وإبداعي وتصميمي، حتى مع استخدام التكنولوجيا المتطورة مع السنين.

ستظل روت في ذاكرتنا كإحدى الأعمدة الأساسية للفن والتصميم الإسرائيلي.

هدار مكوبر ماروم،
أمينة المتحف